الاجتماع الأول للجنة التنظيمية العليا للتعاون بين مصر وألمانيا في الطاقة والهيدروجين بحضور 200 شركة مصرية وألمانية
إمكانية تبادل الخبرات وفرص تنفيذ برامج تدريب الكوادر وبناء القدرات البشرية مع المجموعة الألمانية في مجال إنتاج الهيدروجين والأمونيا الخضراء

أوضح المهندس طارق الملا وزير البترول، أن مصر وألمانيا توليان أهمية لعقد شراكات واتفاقيات في مجال الطاقة بصفة خاصة في الوقت الحالي من خلال التعاون مع كبري الشركات الألمانية، حيث تتصدر موضوعات الطاقة وخاصة التحول الطاقي، وإزالة الكربون أولويات جدول أعمال البلدين، مشيداً بعمق وقوة العلاقات الثنائية بينهما، والتي احتفلنا في أكتوبر الماضي بمرور 70 عاماً على إقامة علاقات دبلوماسية.
جاء ذلك في الاجتماع الأول للجنة التنظيمية العليا للتعاون بين مصر وألمانيا في مجالات الطاقة والهيدروجين بالتعاون مع الغرفة الألمانية العربية للتجارة والصناعة.
كما تم بحث إمكانية تبادل الخبرات وفرص تنفيذ برامج تدريب الكوادر وبناء القدرات البشرية مع المجموعة الألمانية في مجال إنتاج الهيدروجين والأمونيا الخضراء والتعرف علي افضل الممارسات، حيث أكد الملا على وجود فرصاً كبيرة للتعاون فى هذا المجال وسرعة تنفيذه بما يلبي الاحتياجات فى مجال الطاقة الخضراء التى تتوسع مصر في خططها بشكل كبير.
وأضاف الملا، أن الزخم الكبير الذي يشهده التعاون الجاري في مجال الطاقة الخضراء، بين مصر وألمانيا، يعكس التنسيق المتبادل، ووجهات النظر المشتركة بين البلدين في هذا المجال والتي تؤمن بضرورة الاستمرار في تنمية الطاقة بوسائل أكثر مسئولية وصداقة للبيئة وبأقل تأثير علي المناخ، حيث أنه في ظل تحرك عالمي سريع لمواجهة آثار التغير المناخي فإن العالم يحتاج فى الوقت ذاته لمواصلة استهلاك الطاقة لدعم التنمية الاقتصادية وتلبية احتياجات الشعوب، وأشار الملا إلى أن إعلان النوايا الذي وقعه الجانبان المصري والألماني فى مجال الهيدروجين الأخضر فى نوفمبر الماضي يعمل على تيسير تبادل الخبرات والاستفادة من أحدث التكنولوجيات الألمانية لتطبيق وتطوير وإنشاء المشروعات في مجال الهيدروجين الأخضر.

شارك في الاجتماع الدكتور شتيفان ڨنتسيل نائب وزير الشئون الاقتصادية والعمل المناخى، بألمانيا الاتحادية للشئون النيابية، والدكتورة رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي، والمهندس محمود عصمت وزير قطاع الأعمال العام، والدكتور أحمد مهينة وكيل أول وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة للتخطيط الاستراتيجي والتعاون الدولي، نيابة عن الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة والعديد من الشركات المصرية والألمانية العاملة في مجالات ومشروعات الطاقة الخضراء وعدد من قيادات الوزارة وقطاع البترول.
الاستراتيجية القومية لمصر فى مجال الطاقة
واستعرض الوزير فى كلمته الاستراتيجية القومية لمصر في مجال الطاقة و التطورات التى يشهدها مجال الهيدروجين، حيث أعلن أن الاستراتيجية للوطنية للطاقة أو استراتيجية الهيدروجين فى المراحل النهائية، تمهيـدا للإعلان عنهما قريباً بعد انتهاء وزارة البترول والثروة المعدنية، بالتعاون مع وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة من العمل عليهما.
وأوضح الملا ، أنه سيتم مواكبة التطورات العالمية في مجال الاستدامة والطاقة لإتاحة الفرصة لجذب المزيد من الاستثمارات وتوفير الحوافز للشركات الراغبة في الاستثمار في مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر.
الاستراتيجية القومية للتغير المناخي 2050
ولفت الملا إلى أن هذه الجهود تأتى تحقيقا لأهداف الاستراتيجية القومية للتغير المناخي 2050، والتي أطلقتها مصر بهدف تحسين جودة الحياة وتحقيق التنمية المستدامة، والنمو الاقتصادي بالتوازي مع الحفاظ علي الموارد الطبيعية والنظام البيئي، حيث جاء التحول الطاقي وبالأخص استخدامات الهيدروجين كمصدر للطاقة منخفض الكربون في مقدمة محاور العمل التى تتألف منها الاستراتيجية.

تحركات سريعة وفعالة في مجال الهيدروجين
وذكر الملا أن الأهمية المتنامية للهيدروجين كمصدر للطاقة تجلت بوضوح خلال قمة المناخ Cop27 بمصر، والتي حققت نتائج فارقة من خلال نجاحها في تحويل التعهدات والالتزامات الدولية إلى إجراءات للتنفيذ، موضحا أن مصر اتخذت تحركات سريعة وفعالة في مجال الهيدروجين خلال فترة القمة، حيث أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، بدء المرحلة الأولى من أول محطة متكاملة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في إفريقيا، كما أطلق المنتدي العالمي للهيدروجين كطاقة جديدة ومتجددة، بالإضافة إلى توقيع عدة اتفاقيات إطارية لمشروعات الهيدروجين الأخضر ، فضلا عن توقيع مذكرة تفاهم هامة مع الاتحاد الأوروبي للشراكة الاستراتيجية في مجال الهيدروجين مما يؤكد قدرة مصر بما تملكه من إمكانيات على أن تصبح مركزاً عالميا لإنتاج الهيدروجين الأخضر.

200 شركة مصرية وألمانية
ومن جانبه أكد الدكتور شتيفان ڨنتسيل نائب وزير الشئون الاقتصادية والعمل المناخى الألماني على أهمية هذا الاجتماع الذى يضم المسئولين رفيعي المستوى من الجانبين مع نحو مائتي شركة مصرية وألمانية.
وأوضح، أن التغيرات والتحديات العالمية وانعكاساتها فى مجال الطاقة فتحت آفاق جديدة للتعاون بين الدول، كما أسست لبداية مرحلة جديدة من التعاون بين ألمانيا ومصر في مجال الطاقة والانتقال الطاقي ، و ذكر أن ألمانيا التي تعمل على التوسع فى الطاقة المتجددة منفتحة علي توسيع وتقوية شراكاتها الدولية وتقوية التعاون مع مصر في مجالات الطاقة والهيدروجين، مشيداً بتجربة مصر في قطاع الطاقة والتي طورت من هذا القطاع بصورة مذهلة، ولفت إلى أن مصر غنية بالإمكانيات من الموارد الطبيعية، وهو ما يزيد من قدرتها على التعاون وجذب الاستثمار فى الطاقات المتجددة، مؤكدا أن مستقبل العمل مع مصر جيد للغاية، حيث أن مصر تعمل بشكل متميز في مجال العمل المناخي والطاقات المستدامة.
مصر البوابة لقارة أفريقيا ومنطقة شرق المتوسط
وقدمت إلين فون زيتزيفيتز نائب مدير قطاع بوزارة الشئون الاقتصادية والعمل المناخب الألمانية عرضا تقديميا حول الاستراتيجية الوطنية الألمانية للهيدروجين، أكدت خلاله أن بلادها تؤمن بأن مصر هي البوابة لقارة أفريقيا ومنطقة شرق المتوسط وتؤمن بأهمية التعاون والشراكة لتحقيق الأهداف المشتركة ، مشيرة إلى العمل على اعداد سوق محلى ألمانى للهيدروجين وتوفير آليات تمويل لدعم مشروعات الهيدروجين حول العالم.
ومن جانبها أكدت ستيفانى سورنسن نائب رئيس قطاع التعاون والتنمية بالسفارة الألمانية بالقاهرة على أهمية الاجتماع لتبادل الرؤى حول آليات التعاون بين البلدين ، مشيرة إلى أن مصر من أكبر الدول الشريكة لألمانيا وخاصة فى مجال الطاقة وأن ألمانيا تدعم جهود مصر في الهيدروجين وخفض الانبعاثات ومستعدة لتوفير التكنولوجيات المتطورة وغيرها من سبل دعم هذه الجهود ، وأضافت سورنسن أنه جارى الإعداد لتكوين فرق عمل من الجانبين لتطويرإطار عمل تنظيمى للهيدروجين الأخضر وإنشاء سكرتارية لتنسيق التعاون مع قطاع الصناعة فى البلدين.
مائدة مستديرة بمشاركة الوزراء و الشركات المصرية الألمانية
وعقب اجتماع اللجنة المصرية الألمانية، أقيمت مائدة مستديرة بمشاركة الوزراء و الشركات المصرية الألمانية تم خلالها مناقشة واستعراض فرص وأولويات التعاون بين الجانبين في مجالات الطاقة والهيدروجين ، وعبر ممثلوا الشركات الألمانية عن رغبتهم في التعاون والاستثمار في مصر واستغلال الفرص المتميزة خاصة، وأن مصر تتطور بشكل كبير في مشروعات الطاقة ، كما تم استعراض رغبة الجانب الألمانى فى التعاون مع مصر في مجال الغاز الطبيعى المسال والذى يعد أهم خيارات مرحلة الانتقال الطاقى لتوفير الطاقة بشكل مسئول بيئيا وذلك من خلال الدور المصري كمركز إقليمى لتجارة وتداول ونقل الغاز إلى اوروبا.
وعلي جانب آخر ، التقى المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية مع هانس يواكيم بولك عضو مجلس إدارة مجموعة VNG الألمانية العاملة في قطاع الغاز الطبيعى والبنية التحتية والطاقات الخضراء كالهيدروجين، حيث تم استعراض إمكانية التعاون بين قطاع البترول والمجموعة الألمانية التي أعربت عن تطلعها للتعاون مع مصر فى مجالات الغاز الطبيعى والمسال والبنية التحتية لقطاع الغاز من خلال الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية ايجاس إضافة إلي التعاون فى مجالات إنتاج الهيدروجين ، مؤكدة أن الخبرات والإمكانيات الكبيرة لمصر في قطاع الغاز تحفز الشركة للتعاون معها، وأن مصر من أهم موردي الغاز الطبيعى المسال بالمنطقة وترغب الشركة فى فتح آفاق التعاون فى هذا الشأن.