
البيئة تتشكل من المحيط البيولوجي أو كافة جوانب الحياة، و المحيط المصنوع هو كل ما يبتكره الإنسان، أو يقيمه أو يبنيه، و المحيط الاجتماعي، و هو ينظم العلاقة بين المحيط البيولوجي، و الاجتماعي في شكل قوانين تحكم استهلاك وترشيد استهلاك المحيط المصنوع للموارد البيئية، و إعاده تدويرها من أجل الوصول إلي التنمية المستدامة التي تحقق الرفاهية، و تضمن حقوق الأجيال القادمه في التنمية.
تحيقيق الأمن القومي
وإذا جئنا للأمن القومي، فنلاحظ أن تحيقيق الأمن القومي للدول يتأتي باستقلالية القرار، و تحقيق الرفاهية، و الشق الأول، و هو استقلالية القرار تتحقق بالإنتاج الكافي، و خاصه للأغذيه، و المصنوعات الرئيسيه التي تضمن الحد الأدني لحرية القرار للدولة، وتحقيق الرفاهية هي بضبط الاستخدام الأمثل للبيئة التي تحقق تنمية مستدامة، و قدر من الرفاهية.
أما المشكلات البيئية، و أثرها علي الأمن القومي، فنجد أن التلوث، و مشاكله تأتي من المحيط المصنوع، و تؤثر على نوعية الحياة، فالتلوث، والتصحر، يؤثرا بشكل كبير علي القدره علي إنتاج الغذاء، مما يزيد من أمراض سوء التغذية، بل أن التلوث في الهواء، و الماء، عامل أساسي في زيادة أمراض الحساسية، و السرطان، و الأمراض العصبية، و النفسية و تقريبا معظم الأمراض، مما يزيد الإنفاق الصحي، و الأهم تدهور الصحة للسكان، و تقليل العمر الإفتراضي المُنتج، أي التقاعد المبكر، بسبب الأمراض، مما يمنع انتقال الخبرة من الأجيال الأقدم إلي الأجيال الأحدث، و هنا يتأثر المحيط المصنوع بشدة في عدم القدره علي الإنتاج بالجودة المطلوبة، مما يؤدي إلي إنصراف السكان عن استهلاك المنتجات، و الاتجاه للاستيراد، و استنزاف الدخل القومي في استيراد سلع ذات جوده أفضل.
و المثل السابق، هو مجرد إلقاء نظره علي أحد المشكلات البيئية، و لو حللنا أي مشكلة بيئية، نجد أن لها أثر مباشر علي الأمن القومي، و استقلال القرار الوطني.
ولكن قدرة المجتمعات علي حل المشكلات البيئية تتفاوت من مجتمع لأخر، طبقا لمستوى التعليم، و نوعية السكان.
التعليم
بالنسبة للتعليم، سواء في المراحل الأولية، بدمج أفكار البيئة في المناهج المختلفة لغرس ما يمكن قوله إيديولوجية بيئية، سواء بالتعليم او الاعلام او الممارسه فمثلا لو تم وضع ثلاث اوعيه للقمامه بالالوان الخضراء و الصفراء و الحمراء في كل مدرسه و تعليم النشء علي استخدامهم بشكل سليم سيعي الطفل اهميه القمامه خاصه لو تم توعيته بان جزء من القمامه يستخدم في انتاج الغاز الحيوي و التدوير
و الناحيه الأخرى لحل المشكلات البيئية، هو الإنفاق علي أبحاث البيئة، والتلوث، و اقتصاديات البيئة، و مكافحه الأمراض البيئية، و إقامه المراكز البحثية المختلفة، و مثال بسيط، كانت مصر تعاني في بداية الخريف من مشكلة حرق قش الأرز حتى توصل الباحثون لتصنيع خشب من قش الأرز، و في نفس الوقت تم جمع القش للأفران الحيوية.
ويتضح أيضا أن علاج المشكلات البيئية يتطلب وضع خطط متوسطة إلى طويلة المدى، تشمل جوانب المجتمع ككل، و مردود هذه الخطط سيكون على المدى المتوسط، و البعيد، و من هنا، فإن النظرة الاقتصادية للبيئة، لابد أن تتكامل مع الخطط متوسطة و طويلة المدى في استراتيجيات الدول، و لا زلنا نحتاج لنماذج اقتصادية تحسب الخسائر من التلوث، و المشكلات الأخرى، و تحسب المردود المنتظر من حل هذه المشكلات، مما يقنع أصحاب القرار، بأن الاستثمار في البيئة يقلل التكلفة، و يأتي بعائد في التخطيط.
الحرب البيئية
و من ضمن المشاكل أو الأزمات الخطيرة علي أمن الدول، هو مفهوم الحرب البيئية، و منها نشر الأوبئة، بهدف إحداث اضطرابات في مجتمع ما، و ضرب إنتاجيته، و توقف خطط التنمية فيه، و منها إحداث أمراض مزمنة تزيد تكلفة الصحة علي المدى البعيد، كما تقلل الإنتاجية.
و توجد أنواع أخرى من إحداث المشكلات البيئية، مثل استخدام غاز الكيميترل، لاسقاط سيول بغزارة علي منطقة ما، تؤدي إلى دمار هذه المنطقة أو استخدام الوسائل الكهرومغناطيسية، لإعطاب الأجهزة أو إحداث زلازل بتفجيرات عند قاع البحر أو المحيطات.
و ملخص القول، أن مفهوم الأمن القومي، و الأمن و السلامة البيئية هم وجهي العملة لاستقرار الدول، و التنمية المستدامة من أجل استقلال القرار الوطني.
تعليق واحد