أخبار

فيضانات وأمطار وانهيارات أرضية.. ثلاثة أعاصير تضرب جنوب القارة الإفريقية

د.علي قطب : مصر بعيدة عن حدوث فيضانات كبيرة بسبب الموقع الجغرافي

كتب محمد ناجي

فيضانات وأمطار، وانهيارات أرضية وكوارث عالمية، هذه هي بعض أخطار التغييرات المناخية، التى ظهرت جليا هذا الأسبوع في جنوب أفريقيا، حيث وقعت واحدة من أسوأ الكوارث في تاريخ المنطقة، وتسببت الأمطار الغزيرة والفيضانات في مقتل نحو 500 شخصا (من بينهم أطفال) وإلحاق أضرار جسيمة بالطرق والبنى التحتية وتدمير المنازل، في جنوب أفريقيا.

فيضانات جنوب أفريقيا

وتسببت الأمطار القياسية التي وصلت إلى مستوى غير مسبوق منذ أكثر من 60 عاما إلى دمار كبير مع جسور منهارة وطرق مغمورة بالفيضانات في بعض الأماكن حول مدينة ديربان الساحلية، وهي المدينة الرئيسية في كوازولو-ناتال (شرق) ومركز الكارثة.

كما عانت موزمبيق، الجارة الشمالية لجنوب إفريقيا، من سلسلة من الفيضانات المدمرة على مدار العقد الماضي، من بينها واحدة الشهر الماضي أودت بحياة أكثر من 50 شخصًا.

وتعرضت مدغشقر وموزمبيق وملاوي والدول المجاورة لفيضانات شديدة بعد سلسلة من العواصف الاستوائية، بما في ذلك ثلاثة أعاصير، ضربت المنطقة، ابتداء من العواصف “آنا” و “باتسيراي” في يناير وفبراير 2022.

 أثار الدمار والفيضانات
أثار الدمار والفيضانات

هل تحدث فيضانات مميتة في مصر؟

ويأتي السؤال هنا، بهل يمكن أن تحدث مثل تلك الفيضاتات المميتة في مصر، الدكتور علي قطب أستاذ المناخ بجامعة الزقازيق، أجاب على ذلك لمنصة المستقبل الأخضر، قائلا: إن الفيضانات تنتج عن هطول الأمطار الغزيرة على الأنهار والمحيطات تؤدي إلى ارتفاع مستوى المياه والتى تتعدى وتنتقل إلى اليابسة وتتسبب في أضرار كبيرة.

أثار الأعاصير في جنوب إفريقيا
أثار الأعاصير في جنوب إفريقيا

وأكد الدكتور علي قطب أن مصر بعيدة عن حدوث فيضانات كبيرة، مثل الواقعة في جنوب أفريقيا، بسبب الموقع الجغرافي التى تتميز به، ولأن المسطح المائي لمصر مختلف عن جنوب أفريقيا، وما يحدث في فصل الشتاء من أمطار على الساحل الشمالي هو موجات طبيعية، والأمر يختلف باختلاف الظواهر الجوية، فكميات الأمطار مختلفة حسب كمية السحب وأنواعها.

وأوضح أستاذ المناخ بجامعة الزقازيق، لـ “المستقبل الأخضر” أن السحب التى تتكون في جنوب القارة الأفريقية هي سحب ركامية رعدية وأمطارها غزيرة، والفصل المناخي بالجنوب شديد عن الفصل المناخي بالشمال.

وبسؤاله عن وإمكانية أن يحدث شيئ مماثلا في نصف الكرة الشمالي، قال: الأمر وارد، ولكن يحدث ذلك على المدى البعيد، وخاصة مع استمرار ظاهرة الاحتباس الحراري، وارتفاع درجات حرارة الأرض، وأضاف: أن التغير المناخي يؤثر على جغرافية المنطقة والزراعة، والبيئة والصحة العامة، وهناك نباتات ستموت بسبب ارتفاع درجات الحرارة”.

الدكتور علي قطب أستاذ المناخ بجامعة الزقازيق
الدكتور علي قطب أستاذ المناخ بجامعة الزقازيق

سبب الفيضانات

وقد وجد العلماء من مشروع World Weather Attribution (WWA) – الذي يحلل مدى مساهمة أزمة المناخ في حدوث حدث مناخي شديد – أن تغير المناخ جعل هذه الأحداث أكثر احتمالية.

الفيضان يدمر قرى كاملة في دول إفريقية
الفيضان يدمر قرى كاملة في دول إفريقية

وحذر العلماء من أن العالم يجب أن يحاول وضع حد للاحترار العالمي بحيث لا يتجاوز 1.5 درجة مئوية، لدرء بعض الآثار التي لا رجعة فيها للتغير المناخي، وقد أصبحت الأرض الآن أدفأ بنحو 1.2 درجة.

فيضانات الفلبين

أما في الفلبين فأدت انزلاقات تربة وفيضانات ناجمة عن العاصفة الاستوائية “ميجي” بحياة 148 شخصًا على الأقل، بعد العثور على مزيد من الجثث في قرى غمرتها الوحول، وما زال عشرات في عداد المفقودين بينما أجبرت العاصفة وهي الأقوى التي تضرب الأرخبيل هذا العام، عشرات الآلاف من الأشخاص على اللجوء إلى مراكز إيواء بعد إجلائهم.

وفي إقليم ليتي (وسط) الأكثر تضررًا دمّرت انزلاقات التربة المناطق الزراعية ومزارع الأسماك وجرفت منازل وأحدثت تغييرا في المشهد الطبيعي.

وتدمر عواصف- بينها الإعصار الشديد هايان في 2013- باستمرار المنطقة العرضة للكوارث، ويحذر العلماء من اشتداد هذه العواصف مع ارتفاع درجة حرارة الكوكب بسبب التغيّر المناخي.

أثار الدمار الذي خلفه الإعصار
أثار الدمار الذي خلفه الإعصار

تابعنا على تطبيق نبض

Comments

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: