استطلاع في 12 دولة: تفير المناخ والماء والغذاء مصدر قلق كبير لسكان الدول العربية
تعتبر القضايا المتعلقة بالمياه ، بما في ذلك التلوث والندرة ، من الاهتمامات الرئيسية في العالم العربي، وفقًا لدراسة جديدة كبرى استطلعت آراء أكثر من 26000 شخص في اثنتي عشرة دولة.
وجد بحث الباروميتر العربي الذي أجرته جامعة برينستون، أنه في حين أن تغير المناخ كان مصدر قلق لعامة المنطقة، فإن القضايا ذات التأثير اليومي الأكثر إلحاحًا تميل إلى الحصول على أولوية أعلى.
صدر تقرير يلخص المسح، “آراء حول البيئة وتغير المناخ في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”، قبل قمة Cop27 في شرم الشيخ.
عند سؤالهم عن أكبر تحدٍ بيئي يواجه بلادهم ، صنف المستجيبون في جميع الدول قضايا المياه (بما في ذلك تلوث مياه الشرب، وتلوث المجاري المائية ونقص مصادر المياه) أعلى من المخاوف الأخرى، حيث سلط ما بين 32 و 59 في المائة من المشاركين الضوء على لهم باعتبارها مصدر قلقهم الأكبر.
كما ذكرت صحيفة ذا ناشيونال في يوليو، من المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة في الشرق الأوسط إلى 5 درجات مئوية هذا القرن، وهو ما سيثبت أنه كارثي على إنتاج الغذاء وسيجعل أجزاء من المنطقة غير صالحة للعيش.
قال محمد أبوفالجا، مؤلف التقرير وأخصائي الأبحاث بجامعة برينستون ، إن قلق الناس في العديد من الدول بشأن قضايا مثل الحصول على ما يكفي من المياه النظيفة “، يعكس الواقع في أجزاء كبيرة من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”.
وقال لصحيفة ذا ناشيونال: “لقد عانت المنطقة لفترة طويلة من نقص المياه أو عدم الوصول إليها ، وأن رؤية الناس ينظرون إلى المياه على أنها التحدي الأكبر بالنسبة لي، يشير إلى أن الناس يفهمون التحديات التي تواجهها المنطقة” .
ومع ذلك ، قال أبو فالجا، إن هناك تباينًا في جميع أنحاء المنطقة، حيث يرى حوالي 60 في المائة من التونسيين، على سبيل المثال، ولكن أقل من ثلث اللبنانيين، أن قضايا المياه هي أكبر مصدر قلق بيئي.
في معظم البلدان ، كانت إدارة النفايات هي القضية التالية التي تم الاستشهاد بها ، كونها أكبر مصدر قلق لما بين ثمانية و30 في المائة من الناس.
هموم يوما بعد يوم
تم تصنيف تغير المناخ على أنه أكبر تهديد بيئي يواجه البلاد من قبل ما بين صفر و10 في المائة من المشاركين في الاستطلاع.
وحذر أبو الفالوجا، من استنتاج أن تغير المناخ لا يعتبره الجمهور في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أمرًا مهمًا، وقال “قد يكون أحد سوء فهم الاستطلاع هو أن الناس لا يهتمون بتغير المناخ،هذا ليس صحيحًا”.
وأضاف، أصبح الناس “على دراية وقلق بالفعل بشأن” تغير المناخ ، والذي “ينعكس في دعم واسع” لمزيد من الإجراءات الحكومية.
لكنه أشار إلى أن القضايا “الأكثر إلحاحًا” ، لا سيما انعدام الأمن الغذائي والاستقرار والإنفاق على مجالات مثل التعليم والرعاية الصحية ، تميل إلى أخذ الأولوية.
تم نشر تقارير أخرى من الموجة السابعة تعطي نتائج الدراسات الاستقصائية حول مواضيع تشمل التمييز العنصري ، والمواقف بين الجنسين ، وانعدام الأمن الغذائي والهجرة ، وقد نُشرت في وقت سابق.
وذكر التقرير الأخير، أن العديد من المواطنين في جميع أنحاء المنطقة أعادوا استخدام مواد مثل الزجاج أو الزجاجات البلاستيكية ، مع احتمال أن يقوم الأشخاص الذين لا يستطيعون تغطية نفقاتهم على الأرجح، الأمر الذي “يعكس الدوافع وراء مثل هذا السلوك”.
الحرارة والجفاف
وذكر التقرير أن “التعددية على الأقل في معظم البلدان التي شملها الاستطلاع تقول إنها تعيد استخدام الزجاجات لتوفير المال أو لأنها مريحة”، “فقط في الكويت يقول ما يقرب من نصف السكان إنهم يفعلون ذلك لحماية البيئة”.
قال بوب وارد ، من معهد جرانثام لتغير المناخ والبيئة ، وهو جزء من كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية ، إن قضايا مثل ندرة المياه ، التي أبرزها الباروميتر العربي باعتبارها مصدر قلق رئيسي ، ستزداد سوءًا بسبب تغير المناخ.
وأضاف،”الحصول على المياه العذبة سيصبح أكثر صعوبة بسبب تغير المناخ. عندما يفهم الناس ذلك ، تصبح مخاوفهم بشأن تغير المناخ أكثر وضوحا.”
لذا ، في حين أن تغير المناخ قد لا يكون مصدر القلق البيئي الرئيسي لبعض الناس ، فإنه قد يؤثر على القضايا البيئية التي تحتل مرتبة أعلى، وقال “تغير المناخ سيغير أنماط هطول الأمطار ويزيد من التبخر وخطر الجفاف”.
قال إن الناس كانوا يعانون من ظواهر مناخية أكثر تطرفًا ، وقد فهموا أن هذا كان نتيجة لتغير المناخ، وذكر وارد: “في الدول العربية ، التي تميل إلى الاقتراب من خط الاستواء ، ستزداد درجات الحرارة الشديدة والجفاف المحتمل سوءًا نتيجة لتغير المناخ”.
