أهم الموضوعاتأخبار

خبير الأمم المتحدة للتغيرات المناخية: استراتيجية تغير المناخ الوطنية أهم وثيقة تصدرها مصر تختص بالعمل المناخي

رسالة للعالم بأن تغير المناخ من الأولويات ولم يعد في مصر قضية هامشية

كتب محمد ناجي

اطلق الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050، وذلك التزاماً من الدولة المصرية بالمساهمة الفعّالة في جهود مكافحة تغير المناخ، بالتزامن مع رئاستها للأعمال الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP 27.

وتعليقا على الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية المصرية، قال الدكتور سمير طنطاوي، خبير اتفاقية الأمم المتحدة للتغيرات المناخية UNFCCC وعضو الهيئة الدولية للتغيرات المناخية IPCC، إن الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية تعتبر أهم وثيقة تصدرها مصر في تاريخها تختص بالعمل المناخي، لأن الاستراتيجية تعكس رؤية الدولة للتعامل مع ملف التغيرات المناخية من مختلف الزوايا سواء علي مستوي التخفيف من الانبعاثات أو التكيف مع الآثار السلبية أو حوكمة وإدارة ملف تغير المناخ وطنيا أو تمويل المناخ أو البحث العلمي ونقل التكنولوجيا ورفع الوعي لدي مختلف الطبقا.

ماذا بعد إطلاق الاستراتيجية الوطنية للتغير المناخي؟

أكد لـ” المستقبل الأخضر”، أن الخطوة التالية بعد إطلاق الاستراتيجية الوطنية للتغير المناخي، هو البدء العمل علي إعداد خطة العمل الوطنية لتغير المناخ- وهو عبارة عن ترجمة الاستراتيجية الي مجموعة من البرامج والمشاريع الهادفة الي تحقيق رؤية الاستراتيجية.

د.سمير طنطاوي
د.سمير طنطاوي

وقال: “من الأهمية بمكان البدء في تنفيذ أهداف الاستراتيجية نظرا للمخاطر التي يتعرض لها العديد من القطاعات نتيجة الآثار السلبية لتغير المناخ كالموارد المائية والسواحل، والزراعة، والبنية التحتية، والصحة، وغيرها، وكذلك مشاركة العالم الحد من الانبعاثات المسببة للاحتراز العالمي، وارتفاع درجة حرارة غلاف الأرض الجوي، وما له من تبعات سلبية خطيرة علي مختلف النظم الإحيائية، وذلك علي الرغم من نسبة مشاركة مصر المحدودة من الانبعاثات التي لا تتعدي 06.% وبذلك تبعث مصر للعالم رسالة هامة مفادها أننا وعلي الرغم من انبعاثاتنا المحدودة، إلا أننا نشارك العالم جهود خفضها للحد من الآثار السلبية”.

الفئات الأكثر تضررا من التغيرات المناخية

وعن الفئات الأكثر تضررا من التغيرات المناخية، قال خبير التغيرات المناخية وعضو الهيئة الدولية للتغيرات المناخية، إن “هناك فئات محددة من المتوقع أن يكون وقع التأثيرات السلبية عليها أكبر من غيرها، وربما يأتي في مقدمتها المزارعين والصيادين ورعاة الأغنام نظرا لتأثر هذه القطاعات بشدة بالتغيرات المناخية فارتفاع الحرارة سوف يؤثر علي إنتاجية كافة المحاصيل الزراعية بالسلب، ويؤدي إلي هجرة الأسماك بحثا عن أماكن تكون فيها درجة حرارة المياه أفضل وتوافر الغذاء كما أن تذبذب سقوط الأمطار سوف يؤثر سلبا علي الزراعات البعلية والمراعي المعتمدة علي الأمطار وبالتالي تتأثر عمليات الرعي والزراعة بالمناطق الصحراوية وتزداد قحولة وجفاف”.

تأثير التغير المناخي على المرأة

وأضاف الدكتور سمير طنطاوي: “أن تأثيرات تغير المناخ علي هذه القطاعات يضع مزيد من الضغوط علي المرأة حيث تمثل السيدات عنصرا أساسياً في العمل بهذه القطاعات المتأثرة سلبا وعلي ذلك تولي الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ أهمية لرفع قدرات التكيف مع تغير المناخ لدي المجتمعات المهددة بمختلف الفئات وخاصة المرأة”.

ويأتي اصدار الاستراتيجية في ظل استعدادات مصر لعقد أكبر مؤتمر دولي لتغير المناخ – مؤتمر الأمم المتحدة للتغيرات المناخية cop27 بشرم الشيخ نوفمبر القادم – لتكون رسالة من مصر للعالم بأن تغير المناخ في مصر لم يعد يعامل كقضية هامشية ولكنه أصبح من الأولويات الوطنية وبما يعكس اهتمام الدولة علي مختلف المستويات بهذا الملف الهام الذي أصبح يمس كافة مناحي الحياة.

وقد قامت وزارة البيئة من خلال مشروع الإبلاغ الوطني الرابع وبدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بإعداد الاستراتيجية من خلال نخبة من الخبراء الوطنيين وتم مناقشتها مع كافة الجهات الوطنية واعتمادها من المجلس الوطني للتغيرات المناخية والإعلان عن اطلاقها.

تابعنا على تطبيق نبض

Comments

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: