
تعتبر موارد طاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة المائية ذات المستوى العالمي في أفريقيا عنصرًا أساسيًا في تسهيل التحول العادل للطاقة ومن ثمّ تزويد ملايين الأفارقة بإمكانية الوصول إلى الطاقة النظيفة وتعزيز التنمية المستدامة والقضاء على الفقر، كام يمكن أيضًا استخدام هذه الموارد المتجددة لتشغيل المحللات الكهربائية لإنتاج الهيدروجين الأخضر.
وكشفت دراسة حديثة لمركز فاروس للدراسات الاستراتيجية، أن الهيدروجين الأخضر يمكن أن يوفر للقارة الإفريقية طريقًا للوصول إلى الطاقة النظيفة، وكذلك وإزالة الكربون من أجزاء محورية من النظام الاقتصادي العالمي، مثل الصناعات الثقيلة والشحن والطيران- مفتاحًا لهذه الرؤية.
وأشارت الدراسة إلى أنه إذا تمكنت أفريقيا من تعظيم دورها في اقتصاد الهيدروجين الصاعد، فسوف تستجيب القارة في الوقت نفسه للاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية لبلدانها، ومعالجة فقر الطاقة، ودفع عجلة التنمية.
وأوضحت الدراسة، أن إنتاج الهيدروجين الأخضر للاستهلاك المحلي والتصدير لست دول، وهي: مصر والمغرب وموريتانيا وكينيا وناميبيا وجنوب أفريقيا (الدول الأعضاء في تحالف الهيدروجين الأخضر الأفريقي)، وحده يمكن أن يخلق ما يصل إلى 4.2 مليون فرصة عمل جديدة ويرفع ناتجها المحلي الإجمالي من 66 مليار دولار إلى 126 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2050، أي ما يعادل 6-12% من الناتج المحلي الإجمالي الحالي.
ونوهت الدراسة إلى أن استخدام الهيدروجين أمر بالغ الأهمية في أفريقيا لثلاثة أسباب؛ هي:
– لا يمكن تجنب انهيار المناخ؛ إلا من خلال استبدال النفط والغاز والفحم ببدائل متجددة، والموارد المتجددة الغنية في أفريقيا قادرة على دعم تنميتنا المستدامة، فضلاً عن تلبية احتياجات العالم من الوقود النظيف.
– يمكن لأفريقيا تأمين أكثر من 4 ملايين وظيفة من خلال ضمان إنتاج الهيدروجين الأخضر ومعالجته في القارة.
ويعد الإمداد الجاهز بالهيدروجين الأخضر جزءًا أساسيًا من لغز إزالة الكربون للعديد من القطاعات، بدءًا من صناعات الصلب والبتروكيماويات، إلى التنقل والزراعة. وبالتالي فإن تحويل أفريقيا إلى واحدة من المراكز الرائدة في العالم لإنتاج الهيدروجين الأخضر من شأنه أن يرفع بشكل كبير دور أفريقيا في سلاسل توريد التصنيع الأخضر العالمية.
– من الممكن أن يكون الهيدروجين الأخضر محركًا رئيسيًا لمخطط أفريقيا لتصبح قوة عالمية للمستقبل، على النحو المنصوص عليه في أجندة 2063. وهذه لحظة مناسبة لنقل أفريقيا إلى أعلى سلسلة القيمة؛ كمصدر للسلع وليس المواد الخام.
وطالبت الدراسة حكومات القارة السمراء العمل بإلحاح مطلق لتحقيق هذه الإمكانية -من خلال الدمج الكامل للهيدروجين الأخضر ضمن خرائط الطريق الخاصة بتحولات الطاقة في البلدان الأفريقية، والخطط الصناعية، والتزامات المناخ.