أهم الموضوعاتأخبارصحة الكوكب

استبدال نصف منتجات اللحوم والألبان ببدائل نباتية يقلل انبعاثات الزراعة واستخدام الأراضي 35%

اللحوم النباتية ليست مجرد منتج غذائي جديد لكنها فرصة حاسمة لتحقيق أهداف الأمن الغذائي والمناخ مع تحقيق أهداف الصحة والتنوع البيولوجي

إن النمو السكاني وارتفاع الدخل يسيران على الطريق الصحيح لزيادة الطلب العالمي على هذه المنتجات الحيوانية الرئيسية، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى عواقب بيئية مدمرة.

وتتم إزالة الغابات لإفساح المجال أمام الماشية والحبوب اللازمة لإطعامها، في حين تفرز الأبقار غاز الميثان، وهو أحد الغازات الدفيئة القوية التي يكون تأثيرها الحراري أقوى بكثير من ثاني أكسيد الكربون.

أظهر بحث جديد أن استبدال نصف منتجات اللحوم والألبان التي نستهلكها ببدائل نباتية يمكن أن يقلل من انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية الناجمة عن الزراعة واستخدام الأراضي ذات الصلة بنحو الثلث، ويوقف فعليًا فقدان الغابات.

واستخدمت الدراسة، التي نشرت في مجلة Nature Communications ، النمذجة لتحليل تأثير التحول الغذائي العالمي نحو البدائل النباتية لحم الخنزير ولحم البقر والدجاج والحليب بنفس القيمة الغذائية.

واقترحت إمكانية خفض انبعاثات الغازات الدفيئة المرتبطة بالزراعة واستخدام الأراضي بنسبة 31 % في عام 2050 مقارنة بمستويات عام 2020 إذا تم تخفيض الاستهلاك بمقدار النصف.

وفي هذا السيناريو، تنخفض مساحة الأراضي المخصصة للاستخدامات الزراعية بنسبة 12 % بدلاً من الاستمرار في التوسع.

منتجات الألبان الخالية من الحيوانات

وسيظل حجم الغابات ومساحة الأراضي الطبيعية الأخرى كما هو تقريبًا في عام 2020، حيث يتم الحفاظ على الأراضي المخصصة للماشية وإنتاج الأعلاف بدلاً من حرقها أو تطهيرها.

ويبلغ الاستخدام المتزايد للنيتروجين في المحاصيل ما يقرب من نصف ما كان يمكن أن يكون عليه في الاتجاهات المتوقعة، في حين ينخفض ​​استخدام المياه بنسبة 10%.

استخدام المغذيات النيتروجينية في العالم.

فرصة حاسمة

وقال الباحثون إن التحول الهائل إلى الأغذية النباتية من شأنه أيضًا أن يحسن الأمن الغذائي العالمي، مع انخفاض عدد الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية بمقدار 31 مليونًا بحلول عام 2050.

وبالإضافة إلى ذلك، فإنه من شأنه أن يعزز التنوع البيولوجي. ويمكن أن تساهم مساحة الأراضي المستعادة بما يتراوح بين 13 و25 بالمئة من المساحة المقدرة اللازمة لاستعادة الأراضي بحلول عام 2030 بموجب هدف محدد في معاهدة عالمية تم التوصل إليها في نهاية العام الماضي.

وتشير الدراسة إلى أن تراجع النظم البيئية التي تحافظ على الحياة على المسارات الحالية سينخفض ​​إلى أكثر من النصف بحلول عام 2050.

وقالت إيفا ولنبرج، المؤلفة المشاركة في الدراسة، إن “اللحوم النباتية ليست مجرد منتج غذائي جديد، ولكنها فرصة حاسمة لتحقيق أهداف الأمن الغذائي والمناخ مع تحقيق أهداف الصحة والتنوع البيولوجي في جميع أنحاء العالم”.

اللحوم النباتية

وستشهد منطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا والصين وجنوب شرق آسيا أكبر انخفاض في خسائر التنوع البيولوجي، في حين أن مستويات احتجاز الكربون ستشهد تحسنا أكبر في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وأمريكا الجنوبية، وخاصة البرازيل.

ومن شأن تحرير الأراضي الزراعية أن يؤثر بشكل خاص على الصين، أكبر مستهلك للحوم الخنزير والدجاج في العالم.

إن استبدال لحوم البقر وحده من شأنه أن يوفر حوالي نصف تخفيضات الانبعاثات التي يتم تحقيقها من خلال تقليل استهلاك المنتجات الحيوانية الأربعة.

وحذر الباحثون من أن مثل هذه التغييرات يجب أن تأخذ في الاعتبار أهمية الثروة الحيوانية في بعض الثقافات وبالنسبة لصغار المزارعين، لكنهم أشاروا إلى أن تغير المناخ يمثل أيضًا خطرًا كبيرًا عليهم.

وقالوا إن تسعير المنتجات النباتية سيحدد بشكل كبير تطور السوق، في حين أن سرعة وعدالة التغيير ستعتمد إلى حد كبير على السياسات العامة.

 

تابعنا على تطبيق نبض

Comments

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: