أهم الموضوعاتصحة الكوكب

تغير المناخ.. أمراض معدية وآلاف الفيروسات تهدد العالم بحلول 2070.. إفريقيا وآسيا بؤر ساخنة

تزايد انتقال الأمراض المعدية من الحيوانات إلى بشر.. ارتفاع درجة حرارة الكوكب يزيد من ظهور فيروسات جديدة

كتب محمد ناجي

لا تتوقف آثار التغيرات المناخية على شكل الأرض وبيئة الكوكب، بل يصل الأمر إلى نشر الأؤبئة والأمراض والفيروسات، حيث أكدت دراسة أن تغير المناخ سيسفر عن انتشار آلاف الفيروسات الجديدة بين أنواع من الحيوان بحلول عام 2070، ما سيرفع خطورة ظهور أمراض معدية وانتقالها من الحيوانات إلى بشر.

وتسلط الدراسة الضوء على أزمتين عالميتين: تغير المناخ وانتشار الأمراض المعدية ، حيث يتصارع العالم مع ما يجب القيام به حيال كليهما.

الدراسة أشارت إلى أن الأمر يتعلق بشكل خاص بأفريقيا وآسيا، القارات التي كانت بؤرة ساخنة للأمراض القاتلة التي انتشرت من البشر إلى الحيوانات أو العكس على مدى العقود العديدة الماضية، بما في ذلك الأنفلونزا وفيروس نقص المناعة البشرية والإيبولا وفيروس كورونا.

واستخدم الباحثون، الذين نشروا النتائج التي توصلوا إليها في مجلة “الطبيعة”، نموذجا لفحص كيف يمكن أن يهاجر أكثر من 3 آلاف نوع من الثدييات ومشاركة الفيروسات على مدار الخمسين عاما المقبلة إذا ارتفعت درجة حرارة العالم بمقدار درجتين مئويتين “3.6 درجة فهرنهايت”، وهو بحث حديث يشير إلى إمكانية حدوث “الفرضية”.

ووجد الباحثون أن انتشار الفيروسات بين الأنواع سيحدث أكثر من 4 آلاف مرة بين الثدييات وحدها، ولم تتضمن الدراسة الطيور أو الحيوانات البحرية.

وقال المؤلف المشارك للدراسة كولن كارلسون، الأستاذ المساعد في علم الأحياء بجامعة جورج تاون: “نحن لا نتحدث كثيرًا عن المناخ في سياق الأمراض الحيوانية المنشأ”، أي الأمراض التي يمكن أن تنتقل من الحيوانات إلى البشر، مضيفا: “دراستنا تجلب لنا الأزمتين العالميتين الأكثر إلحاحًا واللتين نواجهها”.

فيروسات معدية
فيروسات معدية

ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض

واتفق الخبراء في مجال تغير المناخ والأمراض المعدية على أن ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض من المرجح أن يؤدي إلى زيادة مخاطر ظهور فيروسات جديدة.

وقال دانييل آر بروكس، عالم الأحياء في متحف ولاية نبراسكا والمؤلف المشارك لكتاب “نموذج ستوكهولم: تغير المناخ والأمراض الناشئة”، إن الدراسة تقر بالتهديد الذي يشكله تغير المناخ من حيث زيادة مخاطر الأمراض المعدية. مضيفا: “هذه المساهمة الخاصة هي تقدير متحفظ للغاية لاحتمال” انتشار الأمراض المعدية الناشئة بسبب تغير المناخ.

آرون برنشتاين، طبيب الأطفال والمدير المؤقت لمركز المناخ والصحة والبيئة العالمية بهارفارد تي-آيتش مدرسة تشان للصحة العامة قال إن الدراسة تؤكد الشكوك القائمة منذ فترة طويلة حول تأثير الاحترار على ظهور الأمراض المعدية. وأضاف برنشتاين: “الجدير بالذكر أن الدراسة تشير إلى أن هذه المواجهات قد تحدث بالفعل بوتيرة أكبر وفي أماكن قريبة من حيث يعيش الكثير من الناس”.

الأمراض المعدية
الأمراض المعدية

يجب الاسعداد  

أما المؤلف المشارك في الدراسة جريجوري ألبيري، عالم بيئة الأمراض في جامعة جورج تاون، قال إنه نظرا لأن ظهور الأمراض المعدية المدفوعة بالمناخ من المحتمل أن يحدث بالفعل، يجب على العالم بذل المزيد من الجهد للتعرف عليه والاستعداد له، وأكد: “لا يمكن منعه، حتى في أفضل سيناريوهات تغير المناخ”.

قال كارلسون، الذي كان أيضا مؤلفا لأحدث تقرير صادر عن اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، إنه يجب علينا خفض غازات الاحتباس الحراري والتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري لتقليل مخاطر انتشار الأمراض المعدية.

قال جارون براون، المدير المنظم لمجموعة “العدالة المناخية” إن الدراسة تسلط الضوء على “المظالم” المناخية التي يعاني منها الأشخاص الذين يعيشون في دول أفريقية وآسيوية، مؤكدا أن ” الدول الأفريقية والآسيوية تواجه أكبر تهديد يتمثل في زيادة التعرض للفيروس، وهو ما يوضح مرة أخرى كيف أن أولئك الموجودين في الخطوط الأمامية للأزمة قد فعلوا في كثير من الأحيان أقل ما يمكن للتسبب في تغير المناخ”.

تابعنا على تطبيق نبض

Comments

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: