أكثر من1037 ضحية في زلزال المغرب ورجال الإنقاذ يبحثون عن ناجين.. الأكثر دموية منذ 1960
مدينة مراكش القديمة في المغرب تقيم أضرار الزلزال والخسائر 3 مليارات دولار

أدى زلزال قوي ضرب المغرب إلى مقتل أكثر من1000 شخص وإصابة مئات آخرين، وهو أعنف زلزال تشهده البلاد منذ أكثر من ستة عقود، حيث أدى إلى انهيار منازل في قرى جبلية نائية حيث قام رجال الإنقاذ بالتنقيب بين الأنقاض بحثا عن ناجين.
وقع زلزال بقوة 7.2 درجة على مقياس ريختر في جبال الأطلس الكبير بالمغرب في وقت متأخر من مساء الجمعة، وقالت وزارة الداخلية إن 1037 شخصا قتلوا وأصيب 672 آخرون. وأظهرت حصيلة محدثة أن معظم الوفيات وقعت في مناطق جبلية خارج مراكش، أقرب مدينة إلى مركز الزلزال.
ولم يتضح بعد حجم الأضرار التي لحقت بمراكش، وهي أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، صباح يوم السبت على الرغم من أن معظم المواقع التاريخية الرئيسية في المدينة القديمة بدت سليمة إلى حد كبير.
وفي ساحة جامع الفنا، وهي القطعة المركزية الكبرى في مراكش والتي يطل عليها مسجد الكتبية الذي يرجع تاريخه إلى القرون الوسطى، والتي تعد موطنا لفناني الشوارع وأكشاك السوق وسحرة الثعابين، بدا التراث الأكثر قيمة سليما.
وبدت مئذنة الكتبية الشاهقة، التي تمت صيانتها بعناية نظرا لمكانتها الثمينة، سليمة لكن مئذنة مسجد أقل شهرة في جزء آخر من الساحة الواسعة انهارت، مما أدى إلى تحطيم بعض السيارات بالركام.
سيتكبد المغرب خسائر اقتصادية ضخمة جراء الزلزال المأساوي الذي ضرب البلاد وصنف على أنه الأعنف في تاريخها منذ قرن، وفقا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية،وسيكبد البلاد قرابة 2% من من الناتج المحلي الإجمالي.
ووفقا لبيانات البنك الدولي، بلغت قيمة الناتج المحلي الإجمالي للمغرب نحو 143 مليار دولار في 2021، وهو ما يعني أن الخسائر المقدرة للزلزال عند 2% قد تصل إلى نحو 3 مليارات دولار.
تدفق الجرحى إلى مراكش
وفي قرية أمزميز على بعد نحو 60 كيلومترا جنوبي مراكش انتشل عمال الإنقاذ الأنقاض.
وقال محمد عزاو: “عندما شعرت بالأرض تهتز تحت قدمي والمنزل يميل، أسرعت لإخراج أطفالي، لكن جيراني لم يتمكنوا من ذلك”، “للأسف لم يتم العثور على أحد على قيد الحياة في تلك العائلة، تم العثور على الأب والابن ميتين وما زالوا يبحثون عن الأم والابنة”.
وتدفق الجرحى إلى مراكش من المناطق المحيطة طلبا للعلاج.
وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الرسمي من منطقة مولاي إبراهيم على بعد نحو 40 كيلومترا جنوبي مراكش عشرات المنازل منهارة عند سفح جبل وسكان يحفرون قبورا بينما وقفت مجموعات من النساء في الشارع.
وقال منتصر عطري، أحد سكان قرية أسني القريبة من مركز الزلزال، إن معظم المنازل هناك تضررت. وأضاف أن “جيراننا تحت الأنقاض ويعمل الأهالي جاهدين على إنقاذهم باستخدام الوسائل المتوفرة في القرية”.
وإلى الغرب، بالقرب من تارودانت، قال المعلم حميد أفكار إنه فر من منزله وشعر بهزات ارتدادية، وقال “اهتزت الأرض لمدة 20 ثانية تقريبا، فتحت الأبواب وأغلقت من تلقاء نفسها عندما نزلت من الطابق الثاني إلى الطابق السفلي”.
مراكش القديمة
وفي مراكش، وصف السكان مشاهد يائسة عندما فر الناس بحثًا عن الأمان، وقال جوهري محمد، أحد سكان المدينة القديمة: “ما زلت لا أستطيع النوم في المنزل بسبب الصدمة وأيضاً لأن البلدة القديمة مكونة من منازل قديمة”.
ووقف نحو 20 رجلا، بينهم رجال إطفاء وجنود يرتدون الزي العسكري، فوق أنقاض منزل في أمزميز أثناء محاولتهم إزالة الأنقاض وقطع السجاد والأثاث البارزة من الفجوات بين الأرضيات الخرسانية المتداعية.