أهم الموضوعاتتغير المناخ

فسدت المحاصيل ونفقت الماشية وسوء التغذية يهدد البلاد.. أفريقيا والشرق الأوسط أكثر المناطق تأثراً بتغير المناخ

د.سمير طنطاوي: يجب التركيز على تعزيز الاستثمار في البنية التحتية القادرة على تحمل تغير المناخ

كتب محمد ناجي

فسدت المحاصيل ونفقت الماشية، والجوع آخذ في الازدياد، وأصبح وضع الأطفال مريع وبائس، هذا ما ينتج عن الجفاف الذى دفع ما يقدر بنحو 13 مليون شخص في دول أفريقية إلى الجوع، ففشل موسم الأمطار لمدة ثلاث سنوات متتالية أدى إلى تدمير المحاصيل ونفوق أعداد كبيرة من الماشية بشكل غير طبيعي، إنها واحدة من أسوأ حالات الطوارئ الناجمة عن تغير المناخ خلال الأعوام الأربعين الماضية.

الجفاف في أفريقيا

تشير دراسة أجرتها الأمم المتحدة إلى أن هناك ما يقرب من 5.5 مليون طفل في دول أفريقية مهددون بسوء التغذية الحاد وما يقدر بنحو 1.4 مليون بسبب سوء التغذية الحاد الوخيم، والذي يمكن أن يرتفع بنسبة 50 % إذا لم تهطل الأمطار خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.

وتتفاقم الآثار بسبب الزيادات في أسعار المواد الغذائية الأساسية، والتضخم، وانخفاض الطلب على العمالة الزراعية، مما يزيد من تدهور قدرة الأسر على شراء الغذاء. كما تظل معدلات سوء التغذية مرتفعة في جميع أنحاء المنطقة ويمكن أن تتفاقم إذا لم يتم اتخاذ إجراءات فورية.

الفقر والجوع
الفقر والجوع

الأمين التنفيذي للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية، أكد أن أكثر من 29 مليون شخص في شرق أفريقيا يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء بسبب حالة الجفاف المتكررة.

المغرب يفقد أراضيه  

وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات في المغرب، أعلن أن 53 % من المساحة المزروعة بالحبوب أي حوالي مليون و600 هكتار قد ضاعت، وأفاد صديقي، في معرض حديثه أمام البرلمان، بأن 21 في المائة فقط من المساحة المزروعة وطنيا في حالة جيدة؛ في حين 16 في المائة من المساحة في حالة متوسطة و10 في المائة في حالة سيئة.

وفي العقد الماضي، تضاعف عدد اللاجئين في شرق أفريقيا ثلاث مرات تقريبا، من 1.82 مليون شخص في عام 2012 إلى ما يقرب من خمسة ملايين اليوم، بما في ذلك 300 ألف لاجئ جديد في العام الماضي وحده.

الزراعة في المغرب
الزراعة في المغرب

ولم يقابَل النمو في أعداد اللاجئين زيادة في الموارد، مما أجبر برنامج الأغذية العالمي على اتخاذ قرارات صعبة بشأن من يتلقى المساعدة الغذائية ومن يظل بدونها. واليوم، لا يحصل أكثر من 70 في المائة من اللاجئين المحتاجين إلى المساعدة على حصة غذائية كاملة بسبب نقص التمويل.

تأثير التغيرات المناخية على أفريقيا

وتعليقا على ذلك، قال الدكتور سمير طنطاوي، استشاري التغيرات المناخية بالأمم المتحدة، و عضو الهيئة الدولية لتغير المناخ، لـ”المستقبل الأخضر” إن دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط من أكثر الدول المتأثرة بالآثار السلبية لتغير المناخ، نتيجة الارتفاع المتوقع في درجات الحرارة، فعلى مدار الثلاثة عقود الماضية، ارتفعت درجات الحرارة في المنطقة بمقدار 1,5 درجة مئوية – أي ضعف الارتفاع العالمي البالغ 0,7 نقطة مئوية، وكان لذلك تأثير ضار للغاية في الدول ذات الجو الحار من الأساس مثل البحرين، وجيبوتي، وموريتانيا، ومصر، وقطر، والإمارات، وتعاني هذه الدول في الأساس من التصحر والإجهاد المائي وارتفاع مستويات البحار وتذبذب سقوط الأمطار”.

أثار الفيضانات في افريقيا
أثار الفيضانات في افريقيا

وشدد الخبير الدولى على ضرورة الإلتزام بخفض الانبعاثات، قائلا: “على الدول الصناعية أن تفى بالتزاماتها تجاه أمرين هامين هما تحقيق خفض معنوي في الانبعاثات للحد من ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي قبل حلول عام 2030 كما نص على ذلك اتفاق باريس للمناخ، وتقديم تعهدات وأهداف خفض طموحة وحقيقية والالتزام بتحقيقها، بالإضافة إلي ما تعهدت به الدول الصناعية في عام 2009 خلال قمة كوبنهاجن بالدنمرك من توفير تمويل قدره 100 مليار دولار سنويا لتمويل المناخ (تخفيف وتكيف) وتعبئة هذه الموارد من خلال صندوق المناخ الأخضر، ويجب دعم الدول النامية ذات القدرات المحددة على بناء قدراتها على الوصول لتمويل المناخ، والتوزيع العادل سواء على مستوي الدول النامية، أو على مستوى نوعية الإجراءات المشروعات سواء كانت تخفيف أو تكيف ومرونة مناخية”.

د.سمير طنطاوي
د.سمير طنطاوي

وأكد أن “التكيف مع التغيرات المناخية أصبح أولوية قصوى ويجب أن تعمل الدول المهددة على بناء القدرة على التكيف وزيادة المرونة المناخية مع التحديات المستقبلية، كما يلزم دمج سياسات التغيرات المناخية وخاصة تدابير التكيف في الاستراتيجيات الوطنية، كما فعلت مصر مؤخرا من خلال إعداد استراتيجية وطنية للتغيرات المناخية هي الأولي من نوعها، وتولي الاستراتيجية اهتماما بموضوعات التكيف من خلال الهدف الثاني من أهدافها والذي ينص على تعزيز المرونة والتكيف”.

ومضى يقول: “كما يلزم التركيز على تعزيز الاستثمار في البنية التحتية القادرة على تحمل تغير المناخ، وتشجيع قيام القطاع الخاص بدور أكبر في مجال التكيف، ومشاركة كافة أطياف المجتمع كجمعيات المجتمع المدني والمؤسسات الأكاديمية ومراكز البحوث والإعلام البيئي”.

تابعنا على تطبيق نبض

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من المستقبل الاخضر

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading