أستاذ تكنولوجيا المحاصيل: عدم وجود بنك للجينات أدي لاختفاء السلالات المحلية للتقاوي ونحتاج إعادة الثقة في البرامج القومية للمحاصيل بالجامعات والمراكز البحثية
د.خالد فتحي سالم: احتكار الشركات الكبرى لصناعة التقاوي يدمر الزراعة والأنظمة الزراعية وله مردود سيئ علي الأمن الغذائي العربي والمصري

كتب: محمد كامل
مؤتمر الاتجاهات الحديثة في صناعة التقاوي بالوطن العربي علي مدار ثلاث أيام في الفترة من 15-17 يونيو
يقول الدكتور خالد فتحي سالم أستاذ بيو تكنولوجيا المحاصيل، معهد الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية- جامعة مدينة السادات، مقرر ورئيس اللجنة العلمية للمؤتمر العربي والدولي الثاني، إن إنتاج التقاوي المحلية وإعطائها أهمية قصوى على المستوي القومي يعطي قدراً أكبر من الاستقلالية، واتخاذ القرار وتوفير عملة صعبة لاقتصاد الدول العربية جميعا وأيضا تقليل العبء على الناتج القومي وعلي المزارع العربي ومدخلات الانتاج الزراعي.
دعم ومساندة صناعة التقاوي
وشدد د. سالم على أن دعم ومساندة صناعة التقاوي في الوطن العربي سوف تسهم في الحفاظ على التقاوي المحلية والثروات الطبيعية، والتنوع الوراثي الذي تم تطويره على مدى الأجيال القادمة، والتي تعتبر ميزات لا تعد ولا تحصى، والتي باتت تختفي بسرعة، كما أن عدم الاحتفاظ بالسلالات المحلية ببنك الجينات خطر قومي ، وبمثابة عصيان على القوانين التي تحاك ضد المجتمع وتفرضها الشركات الكبرى.
ولفت د.خالد إلى أن تحكم الشركات العالمية في إنتاج التقاوي سيؤدي لاحتكار صناعة التقاوي للمحاصيل الزراعية في السوق العالمي، بجانب تدمير الزراعة والأنظمة الزراعية عالميا، وسيكون له مردود سيئ علي المستوي القومي، وعلي الأمن الغذائي العربي والمصري.
الاندثار وقلة التنوع الوراثي للتقاوي
وكشف د. سالم أن هناك أنواع من التقاوي بدأت في الاندثار وقلة التنوع الوراثي بها بجانب اختلاف السلالات البرية والمحلية وظهور الهجن الحديثة، موضحاً أن ذلك أدى إلي اختلاف السلالات المحلية لدي كافة المزارعين واندثارها وبالإضافة الى عدم وجود بنك للجينات على مستوي عالي في السنوات السابقة أدى إلى اختفاء معظمها أيضا على المستوي البحثي في برامج التربية وعدم وجود خطة قومية تتبني الاحتفاظ بهذه السلالات وتجميعها من المزارعين أو المراكز البحثية او الجامعات في الفترات السابقة.
واستكمل سالم، أن مصر تواجه الآن موجات متسارعة من انقراض هذه السلالات والأصناف القديمة، والتي يعتمد عليها الغذاء والاكتفاء الذاتي، وكان لدينا سلالات متميزة وأصناف قديمة رغم ضعف إنتاجيتها، إلا أنها مصدر التصنيف الوراثي للأصناف الجديدة.
إعادة الثقة
وطالب سالم بضرورة إعادة الثقة في البرامج القومية للمحاصيل والبساتين أو الإنتاج الحيواني أو الداجني أو السمكي سواء بالجامعات العربية او المراكز البحثية أو نظيرتها في البلدان العربية بجانب إعطاء الدعم الكافي لاستنباط الأصناف المحلية المبكرة والعالية الإنتاجية والمقاومة للأمراض.
ويقول د. خالد أن للتقاوي وظـــائف عديدة منها: المحافظة على النوع واستمرار تعاقب الأجيال وحفظ المادة الوراثية بما تحمله من صفات ممثلة في أجزاء الجنين وكذلك وسيلة لتحسين المحاصيل باستخدام عمليات التهجين أو الانتخاب أو استخدام الطفرات ثم وسيلة انتشار النبات وانتقاله من مكان لأخر ومصدر أساسي لتغذية الإنسان ومصدر للصناعات.
الصفات التي تتوافر في التقاوي الجيدة
وتابع سالم لتقوي جيدة لابد من توافر الصفات الأتية: أن تأخذ من صنف عالي الإنتاجية ومناسب للمنطقة المنزرع بها ويتبع للسياسة الصنفية للمحصول وأن يحقق نسبة إنبات عالية بالإضافة الى أن تكون خالية من تقاوي أصناف أخرى وذات درجة نظافة عالية ويخلو من المواد الغريبة والخاملة وخالية من الإصابة الحشرية والمرضية ومنتظمة مع بعضها في الحجم والشكل واللون.
مصادر التقاوي الجيدة
ولفت سالم إلى أن مصادر التقاوي الجيدة عالميا هي: وزارة الزراعة أو الجامعات والجهات العلمية والبحثية أو الشركات الزراعية المتخصصة في إنتاج التقاوي أو إنتاج التقاوي محليا من المزرعة لدي بعض المنتجين.
الاتجاهات الحديثة في تحسين تقاوي المحاصيل
وأوضح سالم أن الاتجاهات الحديثة في تحسين تقاوى المحاصيل وهي : ” عملية الاستيراد ” وهذه تكبل الدول مليارات الدولارات ويجب التوقف عنها ثم “الانتخاب الفردي والاجمالي ” ويعتبر الانتخاب سواء الفردي أو الاجمالي هو اختيار أفضل النباتات التي تتوفر فيها الصفات التي يرغبها المزارع والمستهلك وزيادة نسبة هذه النباتات في صنف واحد ” التهجين المستقيم” ويشمل طريقة سجل النسب وهي المتبعة في برامج التربية التقليدية وطريقة التربية بالتجميع والتهجين هو انتقال أو نقل حبوب اللقاح من زهرة نبات الأب إلي زهرة نبات الأم .
ويري د. خالد سالم أن تقوم الدول بمزيد من الدعم للبحث العلمي والاهتمام بالمتخصصين في مجال تربية المحاصيل المختلفة وذلك لاستنباط أصناف جديدة لها مدى واسع على التأقلم، وزيادة الإنتاجية كأحد الاتجاهات الحديثة في التربية الآن على مستوى العالم، وإنتاج أصناف جديدة متحملة للظروف البيئية الغير ملائمة مثل التحمل للجفاف أو الحرارة أو الملوحة وغيرها من الظروف الغير ملائمة وكذلك المقاومة للأصداء والآفات الأخرى المستجدة على الزراعات.
المؤتمر العربي والدولي الثاني لصناعة التقاوي
واختتم سالم أنه سيتم عقد المؤتمر العربي والدولي الثاني الذي يحمل عنوان الاتجاهات الحديثة في صناعة التقاوي في الوطن العربي بين الواقع والطموح علي مدار ثلاث أيام في الفترة من 15-17 يونيو 2023 ، موضحاً بأن المشاركة في هذا المؤتمر الدولي التطوعي (أونلاين) مجاني وذلك بهدف رفع التنافسية داخل قطاع التقاوي في الوطن العربي كما ستعقد جلسات المؤتمر افتراضيا (عبر الإنترنت) علي برنامج Free Conference Call (FCC)، والذي يهدف إلي التعرف علي احدث الأبحاث العلمية في الاتجاهات الحديثة في صناعة التقاوي بواسطة العلماء العرب والأجانب من تقنيات حديثة لدفع عجلة التنمية والتطور الزراعي لملاحقة المتغيرات والمستجدات العالمية والعمل علي سد الفجوات الغذائية.
وأضاف سالم أن المؤتمر يهدف إلى إعطاء فرصة لجميع العلماء والباحثين وطلبة الدراسات العليا في الدول العربية والإفريقية والأسيوية للالتقاء ومناقشة نتائج أبحاثهم العلمية في الاتجاهات الحديثة في صناعة التقاوي واستنباط أصناف جديدة وصيانة الأصول الوراثية وتربية المحاصيل الحقلية الاستراتيجية والبستانية والزراعة والغذاء والمياه والبيئة.