أختتام أسبوع المناخ للشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالتحذير من سوء إدارة قضية تغير المناخ
المخاطر المناخية والتمويل المبتكر والخيارات التقنية لتحقيق التحول المستدام والعادل للطاقة أهم التحديات

أختتم “أسبوع المناخ للشرق الأوسط وشمال إفريقيا 2022″، الذي استضافته دبي للمرة الأولى في المنطقة ، والذي أقيم على مدار أربع أيام من 28 مارس حتى اليوم، وتناول قضايا متنوعة أهمها دور الشباب في تحقيق تحول شامل وعادل للطاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وأفسحت مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة المجال لإعطاء الكلمة الختامية في أسبوع المناخ في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لرئيسة مجلس الشباب العربي للتغير المناخي للتعبير عن رأي الشباب ورؤيته لاحتياجات ومتطلبات مواجهة تحدي التغير المناخي وضمان إيجاد مستقبل مستدام في المنطقة.
وخلال كلمتها الختامية لفعاليات أسبوع المناخ في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 2022، الذي استضافته دولة الإمارات للمرة الأولى في المنطقة، قالت مريم المهيري: ” إن أسبوع المناخ شهد تفاعل وتبادل للنقاشات والمعارف والخبرات وتأكيدات على تعزيز التعاون من أجل مواجهة التحدي الأهم والأكثر خطورة الذي يواجه كوكبنا حاليا – تحدي التغير المناخي، والذي يتطلب عمل جماعي فلا يمكن لدولة أو إقليم أو قطاع أن يعمل منفرداً في مواجهة هذا التحدي، وبما أن الفئة الأهم والأكثر تأثيراً في العمل المناخي حالياً هي فئة الشباب، فسأترك المجال لتقديم كلمة ختام أعمال الأسبوع إلى هيا الأسير رئيسة مجلس الشباب العربي للتغير المناخي.”
ومن جهتها قالت هيا الأسير في كلمتها: ” تدرك أمتنا ومنطقتنا بالكامل أن العمل المناخي لا يضع حواجز أو فوارق بحسب الجنس أو العمر أو العرق، بل يتطلب التعاون والتنسيق الواسع بين كافة فئات ومكونات مجتمعنا، وعلى راسهم فئة الشباب، وما نؤمن به أن الشباب ليسوا مراقبين على جهود العمل المناخي بل مشاركين وممثلين لمجتمعاتهم فيها بل وعنصر رئيس في تعزيزها.”

وأضافت: ” نحلم كشباب بمدن تكون أسطح بناياتها كافة خضراء، ووسائل مواصلاتها نظيفة من حيث مصادر الطاقة اللازمة لتشغيلها، كما نحلم بتريليونات من الأشجار، وتطورات متلاحقة من التكنولوجيا والحلول الابتكارية التي تخدم كوكبنا وتضمن الحفاظ على صحته.”
وتابعت: ” نحلم بعالم يكون ترك الطعام الزائد في الأطباق والتعامل مع الغذاء بشكل غير مستدام جريمة يعاقب عليها القانون، كما يتمثل حلمنا الأكبر في تعاون العالم بمكوناته وفئاته كافة للحد من ارتفاع درجات حرارة الأرض عند حد 1.5 درجة مئوية بنهاية القرن الحالي.”
وقالت الأسير: ” بالنيابة عن نفسي وعن أبناء جيلي وشباب المنطقة، أتواجد هنا لأقدم ثلاث وعود هي أننا سنجلب الأمل، واننا متفائلون بالمستقبل، وسنجلب الإيمان، فنحن لدينا ايماناً قوياً بدولنا وقيادتنا ومؤسساتنا أنها ستعمل بكل بجد وبمشاركتنا على إيجاد مستقبل أفضل مستدام، ونحن كشباب على أتم استعداد أن نكون المحرك الرئيس لعجلة ودورة التغير نحو الأفضل لمستقبل الأجيال الحالية والمقبلة.”
وأضافت: ” من الإمارات التي اختتمت أعمال أكسبو 2020 دبي، بقيادة شابة بنسبة 60%، سنطلق نحن الشباب الدعوة لمزيد من العمل المناخي في منطقتنا، حتى نجتمع مرة أخرى على أرض الإمارات في دورة مؤتمر كوب 28 في 2023، وأنا على ثقة تامه دورة استثنائية في كوب 28 تركز على الشباب وتفسح لهم المجال واسعاً ليكونوا لاعبين رئيسيين في جلب الأمل للمنطقة وتعزيز العمل الجاد بها.”
كما ناقش المشاركون أحدث مستجدات أسواق الكربون في المنطقة إلى جانب لمحة شاملة عن التنمية المناخية المرنة والارتقاء بإدارة المخاطر المناخية والتمويل المبتكر للتكيف مع تداعيات التغير المناخي والخيارات التقنية والشراكات البنّاءة لتحقيق التحول المستدام والعادل للطاقة وبناء القدرات لتعزيز الشفافية.كما قدمت كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية وبنك إتش إس بي سي الشرق الأوسط جلسة مشتركة حول دور السياسات والتمويل في تسريع التعافي من جائحة /كوفيد-19/ في الشرق الأوسط.
ودارت جلسة “اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ” حول المنتدى العالمي لمركز التعاون الإقليمي /RCC/. وسلطت جلسة “لجنة باريس المعنية ببناء القدرات PCCB//” الضوء على دور الشباب في تعزيز المرونة لتطبيق المساهمات المعتزمة المحددة وطنياً “NDC” وخطط التنمية الوطنية.
وتناولت جلسة مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية “كابسارك” سبل دعم مسارات الحياد المناخي في المنطقة ونموذج الحياد الكربوني في المملكة العربية السعودية ومؤشر اقتصاد الدائري الكربوني.
من جانبه استعرض مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ cop27 ، حزمة من التوصيات حول بناء القدرات للتكيف مع التغير المناخي وتعزيز العمل المناخي في المنطقة.
وأجرت أمانة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في جلستها أول عملية تقييم لاتفاقية باريس للمناخ؛ بهدف رصد التقدم العالمي الذي تم إحرازه نحو تحقيق الغرض من الاتفاقية وأهدافها طويلة الأجل.
وسلط المشاركون في الجلسة الضوء على أهمية العمل مع الشباب وإعطائهم الفرصة للمشاركة في الاستراتيجيات والخطط الرامية إلى مكافحة التغير المناخي.
وناقشت جلسة مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث أهمية اعتماد نهج متكامل وشامل لإدارة المخاطر للتكيف مع التغير المناخي والحد من مخاطر الكوارث الطبيعية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عن طريق التعاون وبناء الشركات مع جميع المعنيين.
وألقت الجلسة المشتركة التي قدمها “تحالف المنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني للتعاون بين دول الجنوب” و “المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية” الضوء على الحكومة المحلية وعمل المجتمع المدني لتحقيق منهج متكامل يرسخ المرونة من خلال تسريع التكيف مع تداعيات التغير المناخي.
وتناولت جلسة “المجلس العالمي للأبنية الخضراء” ترسيخ المرونة من خلال إعادة البناء المستدام والتجديد العمراني وتمحورت جلسة “شبكة العمل المناخي في العالم العربي” حول بناء القدرات وتعزيز التمويل لمواجهة الخسائر الناجمة عن التغير المناخي وارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات.
إلى جانب ذلك ألقت أمانة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ بمشاركة منظمة العمل الدولية الضوء على آفاق سياسة المناخ وتحول الطاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وانتقال اقتصادات المنطقة من الاعتماد إلى الوقود الأحفوري نحو الاقتصاد الأخضر والدور المطلوب من الحكومات والقطاع الخاص لتعزيز الصناعات والأعمال التجارية الجديدة.
وقدم “المكتب الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الدول العربية” و “برنامج المنح الصغيرة التابع لمرفق البيئة العالمية” جلسة حول دعم المؤسسات العالمية للشباب في إطار البرامج البيئية للحد من تأثيرات تغير المناخ في المنطقة.
وقدمت المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي في جلستها نظرة عامة حول تقرير المؤشر العربي لطاقة المستقبل كما استعرضت سيناريوهات استراتيجيات الطاقة طويلة المدى وجدواها الاقتصادية على الصناعة في المنطقة العربية.
يذكر أن أسبوع المناخ الإقليمي أقيم في الفترة من 28 إلى 31 مارس في دبي، ووزارة التغير المناخي والبيئة والمنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر وهيئة كهرباء ومياه دبي بالتعاون مع «اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ» و«برنامج الأمم المتحدة الإنمائي» و«برنامج الأمم المتحدة للبيئة» و«مجموعة البنك الدولي» وبدعم من الشركاء الإقليميين: «الوكالة الدولية للطاقة المتجددة» أيرينا؛ والأمانة العامة لجامعة الدول العربية؛ و«لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا»؛ و«البنك الإسلامي للتنمية».
وتضمن أسبوع المناخ في الشرق الأوسط وأفريقيا جدول أعمال حافلاً بالأنشطة والمنتديات واللقاءات بما في ذلك اجتماعات طاولة مستديرة للوزراء والخبراء والشخصيات القيادية.